الدال والطاء؛ لئلّا تشتبه بالذال والظاء، كهذه الكلمات من الكتاب: «احدها الحكمة»، و«الدين»، و«يعود»، و«طعمته» و....^۱

ولم يُكتب الهمزات في الكلمات عادة - كما أشرنا إلیه عند ذكر المنهج للتحقیق -، وفي كثير من الكلمات كُتبت الياء بدل الهمزة، ك«ضعفايكم» بدل «ضفعاءكم»، و «بضایع» بدل «بضائع»، كما هو المعهود في بعض المناهج واللغات، وفي بعض الكلمات لم تُكتَب الألف كما هو المألوف في رسم الخطّ القديم، مثلا كُتِب «ثلث» بدل «ثلاث» و «یایها» بدل «یا أیها». وفي بعض المواضع كان المناسبُ للقواعد أن تُكتَب الياءُ مقصورة، لكنّها كُتبت بالألف في المخطوط، مثل «أعطا للّه» و «اتّقا اللّٰه» مع أنّ الصحيح كتابة كلیهما بالياء المقصورة.

ويبدو أنّ التصحيفات في هذا المخطوط كلّها ناشئة من سهو النظر وليس من قبيل التصحيفات السمعية^۲، هذه النقطة وإن كانت في بادئ الأمر لا يبدو أنّ لها قيمة یعتدّ بها، لكنّها تُساعدنا في فهم التصحيفات في المتون؛ لأنّ التصحيف في النوع الأوّل يحدث في الكلمات المتشابهة من حيث الكتابة، وفي النوع الثاني يقع في الكلمات المتشابهة من حيث السماع، كما هو واضح.

ويبدو أنّ الكاتب لم يقصد أن يكتب الشكل والإعراب في كلّ موضع یُخشی منه الالتباس.^۳

والنسخة مدوّنة باللون الأسود، وأمّا العناوین وبدایات الأحادیث فدوّنت باللون

كتابته. وبعبارة أُخرى، لا يمكن أن نقولَ إنّ الكاتب كتبه في وقت ضيّق وبالتالي يُحتمل وقوع تصحيفات في النسخة بسبب هذه السرعة، فإنّ اليوم الواحد یكفي للفراغ من كتابة كتاب بهذا الحجم الصغير من الأحاديث.^۱

كاتب النسخة

لم یُذكر اسم الكاتب في نهاية هذا الكتاب (كتاب أحادیث أمیر المؤمنین علیه السّلام)، لكن يُحتمل أن يكون كاتبه هو نفس كاتب الكتب السابقة في هذا المجموع، التی بینها و بین هذا الكتاب مشابهة كاملة في الخطّ ورسمه وقرابة في تاریخ الكتابة، وهو: يحيى بن إبراهيم بن عبداللّٰه بن صلاح السحافي.

و من مجموع أخطاء الكتابة وغيرها من القرائن، يبدو أنّه رحمه الله لم يكن خبيرا بالصناعة.

و هناك كتب أُخرى في هذا المجموع مكتوبة سنة ۸۸۷ ه‍‍ ، فاتّضح لي عدم وجود ناسخ واحد لكلّ هذه الكتب، بل يبدو أنّ شخصاً جمع عدداً من الكتب المختلفة كُتِبت بيد شخصَین مختلفين (علی الأقل) في أزمنة مختلفة وجعلها بين دفَّتين. لكن تواریخ الكتابة في كلٍّ من الكتب السابقة المذكورة قريبة من الاُخری، و الخطّ و رسوم الكتابة والعلامات والأخطاء مشابهة، فنجزم أنّ الكاتب هو نفسه.

نكات في كتابة النسخة ومنهجها ورسم الخطّ الذي استُعمل فيها

النسخة مكتوبة بخطّ النَّسخ، واستفاد الكاتب من بعض العلامات لرفع الالتباس في قراءة الكلمات، كعلامة شبيهة بالرقم سبعة «۷»، حيث كتبها فوق كثير من الحروف المهملة؛ لئلّا تشتبه بالحروف المعجمة المنقوطة، وهذه العلامة تُساعدنا في تسهيل قراءة النسخة وعدم الالتباس^۲. وأيضاً كَتبَ نقطة تحت بعض الحروف المهملة، مثل