وتأثر بأحمد بن سلیمان(۵۰۰ - ۵۶۶ ه‍‍) من أئمة الزیدیة وكان من أنصاره وأخذ عنه وولّي القضاء من قِبله. وقالوا: «كان الإمام عبد اللّه بن حمزة یقول في كتبه إذا ذكر الإمام أحمد بن سلیمان والقاضي جعفرا: قال الإمام والعالم، أفتی بذلك الإمام والعالم، حكی ذلك الإمام والعالم».^۱

وأخذ عن زید بن الحسن البیهقي وسافر إلی العراق، ثم رجع إلی الیمن وحمل معه كثیرا من كتب الزیدیة.^۲ حارب المذهب المطرفي (فرقة من الزیدیة) وتوفي سنة ۵۷۳ ه‍.^۳

له كتب كثیرة، منها: إبانة المناهج في نصیحة الخوارج، ابحار العدة ـ أو إیجاز العدة، الأربعون الحدیث الجعفریة،^۴ الأربعون الحدیث العلویة، أركان القواعد، إیضاح المنهاج في فوائد المعراج، البالغة، تحكیم الإنصاف، تعدیل الشهادة، تقویم المائل و تعلیم الجاهل، حدائق الأزهار في مستحسن - أو مستحسنات - الأجوبة و الأخبار، خلاصة الفوائد في علم أصول الدین، الدامغ للباطل، الدلائل الباهرة في المسائل الظاهرة، الرسالة الجامعة، الرسالة الفائحة، الرسالة القاهرة، الرسالة الناصحة، شرح قصیدة الصاحب بن عباد، شرح النكت، شهادة الإجماع، الصامتة الوفیة، العمدة، الفائض المحیط، قواعد التقویم، المؤاخاة، المسألة الشافیة، الرسالة الشافیة، المسألة النافعة، المسألة الوافیة، المسائل الإلهیة، المسائل الرافعة، المسائل الفارقة، المسائل العقلیة، المسائل القاسمیة، المسائل القاطعة، المسائل العشر التي فیها الخلاف بین الشیعة و ما

وشاكراً جمیله علی التوفيق لنشر الأحادیث الأنيقة لأهل البيت علیهم أفضل التحیة والسلام.

سند الكتاب

يشتمل السند المذكور في بداية الأحاديث على ثمانية رواة، وينتهي إلى عبد العظيم الحسني رضوان اللّٰه عليه، عن مولانا الإمام الجواد علیه السّلام.

تعرّضتُ هنا للبحث حول هذا السند من ثلاثة جوانب:

الأوّل: ذكر تراجم الرجال والرواة الموجودين فيه؛ لنتعرف علی حياتهم ووثاقتهم أو ضعفهم في الحديث.

الثاني: البحث حول اتّصال كلّ واحد من رجال السند بالرجل التالي والسابق.

الثالث: البحث عن كتبهم ومؤلّفاتهم؛ للاطّلاع في كتبهم علی ما يُحتمل اتّحاده مع هذا الكتاب أو يُحتمل أن يكون مصدراً له.

راجیاً أن تكون هذه البحوث مفيدة إن شاء اللّٰه تعالى.

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (ت ۵۷۳ ه‍ )

هو جعفر بن أحمد بن عبد السلام بن أبي يحيى، الأنباوي البُهلولي السناعي^۱. القاضي المحدّث، من أكبر علماء الزيدية في القرن السادس. و وصفه بعضهم ب‍ «القاضی جعفر المعتزلي».^۲

قال صاحب طبقات الزیدیة: «كان القاضی ثبتا، ورعا، متحریا فی الروایة»^۳ و حكی في شأنه عن القاضي أحمد: «هو القاضي الحجة، شیخ الإسلام، ناصر الملّة، وارث علوم الأئمة الطاهرین، شیخ الزیدیة ومتكلّمهم ومحدّثهم، عالم الزیدیة ومخترعها وإِمامها...».^۴