335
تفسیر ابی الجارود و مسنده

تفسیر ابی الجارود و مسنده
334

قال :
«لمّا كَلّمَ اللَّهُ موسى‏ بنَ عِمرانَ عليه السلام ، قالَ موسى‏ : إلهي! ما جَزاءُ مَن شَهِدَ أنّي رَسولُكَ ونَبِيُّكَ وأنّكَ كَلّمتَني؟ قالَ : يا موسى‏، تَأتيهِ مَلائِكَتي فَتُبشّرُهُ بِجَنّتي.
قال موسى‏ : إلهي! ما جَزاءُ من قامَ بَينَ يَدَيكَ فَصلّى‏؟ فقالَ : يا موسى‏، اُباهي بِهم مَلائِكَتي راكِعاً وساجِداً وقائماً وقاعِداً، ومن باهَيتُ بهِ مَلائِكَتي لا اُعَذّبهُ.
قالَ موسى‏ : إلهي! ما جَزاءُ مَن أطعمَ مِسكيناً ابتِغاءَ وَجهِكَ؟ قال: يا موسى‏ ، آمرُ مُنادِياً يُنادي يومَ القِيامَةِ على‏ رُؤوسِ الخَلائِقِ : فُلانٌ بنُ فُلانٍ من عُتَقاءِ اللَّهِ مِنَ النّارِ.
قالَ : إلهي! فَما جَزاءُ مَن وَصَلَ رَحِمهُ؟ قال : يا موسى‏، اُنسِئُ في عُمُرهِ، واُهَوِّنُ عَليهِ سَكراتِ المَوتِ، ويُناديهِ خَزَنَةُ الجَنّةِ: هَلُمّ إلَينا فَادخُل مِن أيِّ أبوابِها شِئتَ.
قالَ موسى‏ : إلهي! فَما جزاءُ مَن كَفَّ أذاهُ عَن النّاسِ، وبَذَلَ مَعروفَهُ لَهُم؟ قالَ: يا موسى‏ ، يُناجيهِ النّارُ يَومَ القِيامَةِ: لا سَبيلَ لي إليكَ .
قالَ موسى‏ : إلهي! ما جزاءُ مَن ذَكَركَ بِلِسانهِ وقَلبهِ؟ قالَ: يا موسى‏، اُظِلّهُ يَومَ القِيامةِ بِظِلِّ عَرشي، وأجعَلُهُ في كَنَفي.
قالَ: إلهي ! فَما جزاءُ مَن تَلا حِكمَتَكَ سِرّاً وجَهراً؟ قالَ: يا موسى‏ ، يَمُرُّ على‏ الصِّراطِ كَالبَرقِ الخاطِفِ.
قالَ موسى‏ : فَما جزاءُ مَن صَبرَ عَلى‏ أذى‏ النّاسِ وشَتْمِهِم؟ قالَ : اُعينُهُ على‏ أهوالِ يَومِ القِيامَةِ .
قالَ : إلهي! ما جَزاءُ مَن دَمَعَت عَيناهُ مِن خَشيَتِكَ؟ قال : يا موسى‏، آمَنُ وَجهَهُ مِن حَرِّ النّارِ، واُؤمِنُهُ يَومَ الفَزعِ الأكبَرِ.
قالَ : إلهي! فَما جزاءُ مَن صَبرَ عِندَ المُصيبَةِ وأنفَذَ أمرَكَ؟ قالَ : يا موسى‏، لَهُ بِكُلِّ نَفَسٍ يَتنَفّسُ دَرجَةٌ فِي الجَنّةِ، وَالدَّرجَةُ خَيرٌ منَ الدُّنيا وما فيها.
قالَ : إلهي! فَما جزاءُ مَن صَبرَ على‏ فَرائضِكَ؟ قالَ : يا موسى‏، لهُ بكُلِّ فَريضةٍ يُؤدّيها دَرجَةٌ مِن دَرَجاتِ العُلي‏.
قالَ : إلهي! فَما جَزاءُ مَن مشى‏ في ظُلمَةِ اللّيلِ إلى‏ طاعَتِكَ؟ قالَ : اُوجِبُ لهُ النّورَ الدّائِمَ‏۱ يومَ القِيامَةِ أنّ لهُ‏۲ مِنَ الحَسَناتِ بِعدَدِ كُلِّ شَي‏ءٍ مَرّ عَليهِ سَوادُ اللَّيلِ وضَوءُ النّهارِ ونورُ الكَواكِبِ .
قالَ : إلهي! فَما جزاءُ مَن لَم يَكُفَّ عَن مَعاصيكَ؟ قالَ: يا موسى‏، اُعطيهِ كِتابَهُ بِشِمالِهِ مِن وَراءِ ظَهرِهِ.
قالَ : إلهي! فَما جزاءُ مَن زَنا فَرجُهُ؟ قالَ: يا موسى‏ : يُدَخَّنُ يَومَ القِيامةِ بِدُخانٍ أنتنَ مِن ريحِ الجِيَفِ ويُرفَعُ فوقَ النّاسِ .
قالَ : إلهي! فَما جَزاءُ مَن أحَبَّ أهلَ طاعَتِكَ لِحُبّكَ؟ قالَ : يا موسى‏ اُحَرِّمُهُ على‏ ناري .
قالَ : إلهي! فَما جزاءُ مَن لَم يَفتُر لِسانُهُ عَن ذِكرِكَ وَالتَّضَرُّعِ وَالاِستِعانَةِ۳ لَكَ فِي الدُّنيا؟ قالَ: يا موسى‏ ، اُعينُهُ عَلى‏ شَدائدِ الآخِرَةِ .
قالَ : إلهي! فَما جزاءُ مَن قَتلَ مُؤمِناً مُتعَمِّداً؟ قالَ : لا أنظرُ إلَيهِ يَومَ القِيامَةِ، ولا اُقيلهُ عَثرتَهُ. قالَ :
إلهي! فما جَزاءُ مَن دَعا نَفساً كافِرَةً إلى‏ الإسلامِ؟ قالَ: يا موسى‏ ، آذَنُ (لَهُ) يومَ القِيامةِ في الشَّفاعَةِ لِمَن يُريدُ.
قالَ : إلهي! فَما جزاءُ مَن دَعا نَفساً مُسلِمةً إلى‏ طاعَتِكَ ونَهاها عَن مَعصِيَتكَ؟ قالَ : يا موسى‏، أحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ في زُمرَة المُتَّقينَ.
قالَ : إلهي! فَما جزاءُ مَن صَلّى‏ الصّلاةَ لِوَقتِها لَم يَشغَلهُ‏۴ عَن وَقتِها دُنيا؟ قالَ : يا موسى‏، اُعطيهِ سُؤلَهُ، واُبيحُهُ جَنّتي .
قالَ : إلهي! فَما جَزاءُ مَن كَفلَ اليَتيمَ؟ قالَ : اُظِلُّهُ يومَ القِيامَةِ في ظِلِّ عَرشي.
قالَ : فَما جزاءُ مَن أتَمَّ الوُضوءَ مِن خَشيَتِكَ؟ قالَ : يا موسى‏، أبعثُهُ يَومَ القِيامَةِ لَه نورٌ يَتَلَألأُ بَينَ عَينَيهِ.
قالَ : إلهي! فَما جَزاءُ مَن صامَ شَهرَ رَمَضانَ يُريدُ بِهِ النّاسَ؟ قالَ : يا موسى‏، ثَوابُهُ كَثَوابِ مَن لَم يَصُمهُ.
قالَ : إلهي! فَما جزاءُ مَن صامَ في بَياضِ النَّهارِ يَلتَمِسُ بِذلِكَ رِضاكَ؟ قالَ : يا موسى‏، لَهُ جَنَّتي، ولَهُ الأمانُ مِن كُلِّ هَولٍ يَومَ القِيامَةِ، والعِتقُ مِن النّارِ».۵

1.في المصدر: «الدائمة». والتصويب من بحار الأنوار.

2.هكذا في المصدر، وفي بحار الأنوار «ويُكتب له...» .

3.في بعض نسخ المصدر «والاستكانة».

4.في المصدر «لم يشغلها»، والتصويب من بحار الأنوار.

5.فضائل الأشهر الثلاثة : ص ۸۷ ح ۶۸ ؛ الأمالي للصدوق : ص ۲۷۶ ح ۳۰۷ ؛ بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۴۱۱ ح ۱۳۱ عن عليّ بن عليّ بن أحمد، عن محمّد بن أبي عبد اللَّه الكوفي، عن سهل بن زياد الآدمي، عن عبد العظيم بن عبد اللَّه الحسني، عن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام مع اختلاف يسير ؛ بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۳۲۷ ح ۴ .

  • نام منبع :
    تفسیر ابی الجارود و مسنده
    سایر پدیدآورندگان :
    علي شاه‌ علي‌زاده
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13983
صفحه از 416
پرینت  ارسال به