الأصْلُ:
۰.وَأمُرْ بالْمَعْرُوفِ تَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ ، وَأَنْكِرِ الْمُنْكَرَ بِيَدِكَ وَلِسَانِكَ ، وَبَايِنْ مَنْ فَعَلَهُ بِجُهْدِكَ ، وَجَاهِدْ فِي اللّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ، وَلاَ تَأْخُذْكَ فِي اللّهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ . وَخُض الْغَمَرَاتِ لِلْحَقِّ حَيْثُ كَانَ ، وَتَفَقَّهْ فِي الدِّينِ ، وَعَوِّدْ نَفْسَكَ التَّصَبُّرَ عَلَى الْمَكْرُوهِ ؛ وَنِعْمَ الْخُلُقُ التَّصَبُّرُ فِي الْحَقِّ!
وَأَلْجِئْ نَفْسَكَ فِي أُمُورِكَ كُلِّهَا إِلَى إِلهِكَ ، فَإِنَّكَ تُلْجِؤُها إِلَى كَهْفٍ حَرِيزٍ ، وَمَانِعٍ عَزِيزٍ . وَأَخْلِصْ فِي الْمَسْأَلَةِ لِرَبِّكَ ، فَإِنَّ بِيَدِهِ الْعَطَاءَ وَالْحِرْمَانَ ، وَأَكْثِرِ الاِسْتِخَارَةَ ، وَتَفَهَّمْ وَصِيَّتِي ، وَلاَ تَذْهَبَنَّ عَنْكَ صَفْحاً ، فَإِنَّ خَيْرَ الْقَوْلِ مَا نَفَعَ . وَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ ، وَلاَ يُنْتَفَعُ بِعِلْـمٍ لاَ يَحِقُّ تَعَلُّمُهُ .
الشّرْحُ:
أمره أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وهما واجبان عندنا ، وأحد الأُصول الخمسة التي هي أُصول الدين .
ومعنى قوله : «تكن من أهله» ؛ لأنّ أهل المعروف هم الأبرار الصالحون ، ويجب إنكار المنكر باللسان ، فإن لم ينجع فباليد .
قوله : «وخض الغمرات إلى الحق» لا شبهة أنّ الحسن عليه السلام لو تمكّنَ لخاضها إلاّ أن من فقد الأنصار لا حيلة له .
* وهل ينهض البازي بغير جناح *
والذي خاضها مع عدم الأنصار هو الحسين عليه السلام ، ولهذا عظُم عند الناس قدرُه .
فإن قلتَ : فما قول أصحابكم في ذلك؟
قلت : هما عندنا في الفضيلة سيّان ، أما الحسن فلوقوفه مع قوله تعالى : «إلاّ أن تَتّقُوا» ، وأمّا الحسين فلإعزاز الدين .
قوله : فنعم التصبّر ، قد تقدّم منّا كلام شافٍ في الصبر . وقوله : «وأكثر الاستخارة» ، ليس يعني بها ما يفعله اليوم قوم من الناس من سَطْر رقاع وجعلها في بنادق ، وإنما المراد أمره إياه