۴ / ۲
حِكمَةُ اختِلافِ مُعجِزاتِ الأَنبِياء
۲۵۸. عيون أخبار الرضا عليه السلام عن أبي يعقوب البغدادي : قالَ ابنُ السِّكّيتِ لِأبي الحَسَنِ الرضا عليه السلام : لِماذا بَعَثَ اللَّهُ موسَى بنَ عِمرانَ عليه السلام بِالعَصا ويَدِهِ البَيضاءِ وآلَةِ السِّحرِ؟ وبَعَثَ عيسى بِآلَةِ الطِّبِّ؟ وبَعَثَ مُحَمَّداً صلى اللّه عليه و آله بِالكَلامِ والخُطَبِ؟
فَقالَ أبو الحَسَنِ عليه السلام : إنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى لَمّا بَعَثَ موسى عليه السلام كانَ الأغلِبُ عَلى أهلِ عَصرِهِ السِّحرَ ، فَأتاهُم مِن عِندِ اللَّهِ بِما لَم يَكُن عند القوم وفي وُسعِهِم مِثلُهُ وبما أبطَلَ بِهِ سِحرَهُم ، وأثبَتَ بِهِ الحُجَّةَ عَلَيهِم .
وإنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى بَعَثَ عيسى عليه السلام في وَقتٍ ظَهَرَت فيهِ الزَّماناتُ واحتاجَ النّاسُ إلَى الطِّبِّ ، فَأتاهُم مِن عِندِ اللَّهِ عزّ و جلّ بِما لَم يَكُن عِندَهُم مِثلُهُ ، وبِما أحيا لَهُمُ المَوتى ، وأبرَأ [لَهُمُ] الأَكمَهَ والأَبرَصَ بِإِذنِ اللَّهِ ، وأثبَتَ بِهِ الحُجَّةَ عَلَيهِم .
وإنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى بَعَثَ مُحَمَّداً صلى اللّه عليه و آله في وَقتٍ كانَ الأغلِبُ عَلى أهلِ عَصرِهِ الخُطَبَ والكَلامَ [وأظُنُّهُ قالَ] : والشِّعرَ ، فَأتاهُم مِن كِتابِ اللَّهِ عزّ و جلّ وَمَواعِظِهِ وَأحكَامِهِ ما أبطَلَ بِهِ قَولَهُم ، وأثبَتَ بِهِ الحُجَّةَ عَلَيهِم . . .
قالَ : فَقالَ ابنُ السِّكّيتِ : تَااللَّهِ ، ما رَأَيتُ مِثلَكَ قَطُّ! فَمَا الحُجَّةُ عَلَى الخَلقِ اليَومَ؟
فَقالَ عليه السلام : العَقلُ ؛ يُعرَفُ بِهِ الصّادِقُ عَلَى اللَّهِ فَيُصَدِّقُهُ ، والكاذِبُ عَلَى اللَّهِ فَيُكَذِّبُهُ ، فَقالَ ابنُ السِّكّيتِ : هذا واللَّهِ هُوَ الجَوابُ!۱
راجع : (القسم الأوّل / الفصل الأوّل / قيمة العقل / أوّل الحجج) .