۲۴۴. الطرائف : رُويَ أنَّ الفَضلَ بنَ سَهلٍ سَألَ عَليَّ بنَ موسَى الرِّضا عليه السلام بَينَ يَدَيِ المَأمونِ ، فَقالَ : يا أبا الحَسَنِ ، الخَلقُ مَجبورونَ؟ فَقالَ : اللَّهُ أعدَلُ مِن أن يُجبِرَ خَلقَهُ ثُمَّ يُعَذِّبَهُم .
قالَ : فَمُطلَقونَ؟ قالَ : اللَّهُ أحكَمُ مِن أن يُهمِلَ عَبدَهُ ويَكِلَهُ إلى نَفسِهِ .۱
ه - بَينَ الجَبرِ وَالتَّفويضِ
۲۴۵. عيون أخبار الرضا عليه السلام عن بريد بن عمير بن معاوية الشامي : دَخَلتُ عَلى عَليِّ بنِ موسَى الرِّضا بِمَروَ ، فَقُلتُ لَهُ : يابنَ رَسولِ اللَّهِ ، رُويَ لَنا عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليهما السلام قالَ : «إنَّهُ لا جَبرَ ولا تَفويضَ ، بَل أمرٌ بَينَ أمرَينِ» ، فَما مَعناهُ؟
قالَ : مَن زَعَمَ أنَّ اللَّهَ يَفعَلُ أفعالَنا ثُمَّ يُعَذِّبُنا عَلَيها فَقَد قالَ بِالجَبرِ ، ومَن زَعَمَ أنَّ اللَّهَ عزّ و جلّ فَوَّضَ أمرَ الخَلقِ والرِّزقِ إلى حُجَجِهِ عليهم السلام فَقَد قالَ بِالتَّفويضِ ، والقائِلُ بِالجَبرِ كافِرٌ ، والقائِلُ بِالتَّفويضِ مُشرِكٌ .
فَقُلتُ لَهُ : يابنَ رَسولِ اللَّهِ ، فَما أمرٌ بَينَ أمرَينِ؟ فَقالَ : وُجودُ السَّبيلِ إلى إتيانِ ما اُمِروا بِهِ ، وتَركِ ما نُهوا عَنهُ . فَقُلتُ لَهُ : فَهَل للَّهِِ عزّ و جلّ مَشيئَةٌ وإرادَةٌ في ذلِكَ؟
فَقالَ : فَأمّا الطّاعاتُ فَإِرادَةُ اللَّهِ ومَشيئَتُهُ فيها : الأمرُ بِها والرِّضا لَها وَالمُعاوَنَةُ عَلَيها ، وإرادَتُهُ ومَشيئَتُهُ فِي المَعاصي : النَّهيُ عَنها وَالسَّخَطُ لَها وَالخِذلانُ عَلَيها .
قُلتُ : فَهَل للَّهِِ فيها القَضاءُ؟ قالَ : نَعَم ، ما مِن فِعلٍ يَفعَلُهُ العِبادُ مِن خَيرٍ أو شَرٍّ إلّا وللَّهِِ فيهِ قَضاءٌ .
قُلتُ : ما مَعنى هذا القَضاءِ؟ قالَ : الحُكمُ عَلَيهِم بِما يَستَحِقّونَهُ عَلى أفعالِهِم مِنَ الثَّوابِ والعِقابِ فِي الدُّنيا والآخِرَةِ .۲