۲۳۷. الإمام الرضا عليه السلام : مَن قالَ بِالجَبرِ فَلا تُعطوهُ مِنَ الزَّكاةِ ، ولا تَقبَلوا لَهُ شَهادَةً ؛ إنَّ اللَّهَ - تَبارَكَ وتَعالى - لا يُكَلِّفُ نَفساً إلّا وُسعَها ، ولا يُحَمِّلُها فَوقَ طاقَتِها ، ولا تَكسِبُ كُلُّ نَفسٍ إلّا عَلَيها ، ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ اُخرى .۱
ب - وَضعُ الأَخبارِ فِي التَّشبيهِ وَالجَبرِ
۲۳۸. التوحيد عن الحسين بن خالد عن الإمام الرضا عليه السلام ، قال : قُلتُ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، إنَّ النّاسَ يَنسُبونَنا إلَى القَولِ بِالتَّشبيهِ والجَبرِ ؛ لِما رُويَ مِنَ الأخبارِ في ذلِكَ عَن آبائِكَ الأئِمَّةِ عليهم السلام!
فَقالَ : يَابنَ خالِدٍ ، أخبِرني عَنِ الأخبارِ الَّتي رُوِيَت عَن آبائي الأئِمَّةِ عليهم السلام فِي التَّشبيهِ والجَبرِ أكثَرُ أمِ الأخبارُ الَّتي رُويَت عَنِ النَّبيِّ صلى اللّه عليه و آله في ذلِكَ؟
فَقُلتُ : بَل ما رُويَ عَنِ النَّبيِّ صلى اللّه عليه و آله في ذلِكَ أكثَرُ .
قالَ : فَليَقولوا : إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله كانَ يَقولُ بِالتَّشبيهِ والجَبرِ إذاً!
فَقُلتُ لَهُ : إنَّهُم يَقولونَ : إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله لَم يَقُل مِن ذلِكَ شَيئاً وإنَّما رُويَ عَلَيهِ .
قالَ : فَليَقولوا في آبائي عليهم السلام : إنَّهُم لَم يَقولوا مِن ذلِكَ شَيئاً وإنَّما رُويَ عَلَيهِم!
ثُمَّ قالَ عليه السلام : مَن قالَ بِالتَّشبيهِ والجَبرِ فَهُوَ كافِرٌ مُشرِكٌ ، ونَحنُ مِنهُ بُرَآءُ فِي الدُّنيا والآخِرَةِ .
يابنَ خالِدٍ ، إنَّما وَضَعَ الأخبارَ عَنّا فِي التَّشبيهِ وَالجَبرِ الغُلاةُ الَّذينَ صَغَّروا عَظَمَةَ اللَّهِ ؛ فَمَن أحَبَّهُم فَقَد أبغَضَنا ، ومَن أبغَضَهُم فَقَد أحَبَّنا ، ومَن والاهُم فَقَد عادانا ، ومَن عاداهم فَقَد والانا ، ومَن وَصَلَهُم فَقَد قَطَعَنا ، ومَن قَطَعَهُم فَقَد وَصَلَنا ، ومَن جَفاهُم فَقَد بَرَّنا ، ومَن بَرَّهُم فَقَد جَفانا ، ومَن أكرَمَهُم فَقَد أهانَنا ، ومَن أهانَهُم فَقَد أكرَمَنا ، ومَن قَبِلَهُم فَقَد رَدَّنا ، ومَن رَدَّهُم فَقَد قَبِلَنا ، ومَن أحسَنَ إلَيهِم فَقَد أساءَ إلَينا ، ومَن أساءَ إلَيهِم فَقَد أحسَنَ إلَينا ، ومَن صَدَّقَهُم فَقَد كَذَّبَنا ، ومَن كَذَّبَهُم فَقَد صَدَّقَنا ، ومَن أعطاهُم فَقَد حَرَمَنا ، ومَن حَرَمَهُم فَقَد أعطانا .
يابنَ خالِدٍ ، مَن كانَ مِن شيعَتِنا فَلا يَتَّخِذَنَّ مِنهُم وَليّاً ولا نَصيراً .۲