۱۲۴. الإمام الرضا عليه السلام : لَم يَزَلِ اللَّهُ عالِماً بِالأشياءِ قَبلَ أن يَخلُقَ الأشياءَ ، كَعِلمِهِ بِالأشياءِ بَعدَما خَلَقَ الأشياءَ .۱
۱۲۵. الإمام الرضا عليه السلام : إنَّما سُمِّيَ اللَّهُ تَعالى بِالعِلمِ بِغَيرِ عِلمٍ حادِثٍ عَلِمَ بِهِ الأشياءَ استَعانَ بِهِ عَلى حِفظِ ما يَستَقبِلُ مِن أمرِهِ ، وَالرَّوِيَّةِ فيما يَخلُقُ مِن خَلقِهِ ويُفسِدُ ما مَضى مِمّا أفنى مِن خَلقِهِ ، مِمّا لَو لَم يَحضُرهُ ذَلِكَ العِلمُ ويَغيبُهُ كانَ جاهِلاً ضَعيفاً ؛ كَما أنّا لَو رَأينا عُلَماءَ الخَلقِ إنَّما سُمّوا بِالعِلمِ لِعِلمٍ حادِثٍ إذ كانوا فيهِ جَهَلَةً ، ورُبَّما فارَقَهُمُ العِلمُ بِالأشياءِ فَعادوا إلَى الجَهلِ ، وإنَّما سُمّيَ اللّهُ عالِماً لِأنَّهُ لا يَجهَلُ شَيئاً ؛ فَقَد جَمَعَ الخالِقَ والمَخلوقَ اسمُ العالِمِ واختَلَفَ المَعنى عَلى ما رَأيتَ .۲
۴ . صِفَةُ قُدرَتِهِ
۱۲۶. التوحيد عن محمّد بن عرفة : قُلتُ لِلرِّضا عليه السلام : خَلَقَ اللَّهُ الأشياءَ بِالقُدرَةِ أم بِغَيرِ القُدرَةِ؟
فَقالَ : لا يَجوزُ أن يَكونَ خَلَقَ الأشياءَ بِالقُدرَةِ ؛ لِأنَّكَ إِذا قُلتَ : «خَلَقَ الأشياءَ بِالقُدرَةِ» فَكَأنَّكَ قَد جَعَلتَ القُدرَةَ شَيئاً غَيرَهُ ، وجَعَلتَها آلَةً لَهُ بِها خَلَقَ الأشياءَ ، وهَذا شِركٌ ، وإذا قُلتَ : «خَلَقَ الأشياءَ بِقُدرَةٍ» فَإِنَّما تَصِفُهُ أنَّهُ جَعَلَها بِاقتِدارٍ عَلَيها وقُدرَةٍ ، ولكِن لَيسَ هُوَ بِضَعيفٍ ولا عاجِزٍ ولا مُحتاجٍ إلى غَيرِهِ .۳
۱۲۷. عيون أخبار الرضا عليه السلام عن الحسن بن عليّ بن فضّال : قُلتُ لَهُ [أيِ الإمامِ الرِّضا عليه السلام ] : يابنَ رَسولِ اللَّهِ ، لِمَ خَلَقَ اللَّهُ عزّ و جلّ الخَلقَ عَلى أنواعٍ شَتّى ولَم يَخلُقهُ نَوعاً واحِداً؟
فَقالَ : لِئَلّا يَقَعَ فِي الأوهامِ أنَّهُ عاجِزٌ ؛ فَلا تَقَعُ صورَةٌ في وَهمِ مُلحِدٍ إلّا وقَد خَلَقَ اللَّهُ عزّ و جلّ عَلَيها خَلقاً ، ولا يَقولُ قائِلٌ : هَل يَقدِرُ اللَّهُ عزّ و جلّ عَلى أن يَخلُقَ عَلى صورَةِ كَذا وكَذا إِلّا وَجَدَ ذَلِكَ في خَلقِهِ - تَبارَكَ وتَعالى - فَيَعلَمُ بِالنَّظَرِ إلى أنواعِ خَلقِهِ أنَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ .۴
1.الكافي : ج۱ ص۱۰۷ ح۴ ، التوحيد : ص۱۴۵ ح۱۳ كلاهما عن أيّوب بن نوح ، بحار الأنوار : ج۴ ص۸۸ ح۲۵ .
2.الكافي : ج۱ ص۱۲۱ ح۲ عن عليّ بن محمّد مرسلاً ، التوحيد : ص۱۸۸ ح۲ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج۱ ص۱۴۶ ح۵۰ كلاهما عن الحسين بن خالد ، بحار الأنوار : ج۴ ص۱۷۷ ح۵ .
3.التوحيد: ص۱۳۰ ح۱۲، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج۱ ص۱۱۷ ح۷، بحار الأنوار : ج۴ ص۱۳۶ ح۳.
4.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج۲ ص۷۵ ح۱ ، علل الشرائع : ص۱۴ ح۱۳ ، بحار الأنوار : ج۳ ص۴۱ ح۱۵ .