۲۳۲. الإمام الرضا عليه السلام : كانَ عَليُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام إذا ناجى رَبَّهُ قالَ : «اللَّهُمَّ يا رَبِّ! إنّما قَويتُ عَلى مَعاصيكَ بِنِعمَتِكَ» .۱
۳ / ۶
لَيلَةُ التَّقديرِ
۲۳۳. التوحيد عن الحسن بن محمّد النوفلي- فيما سَألَ سُلَيمانُ المَروَزيُّ الإمامَ الرِّضا عليه السلام - : قالَ سُلَيمانُ : ألا تُخبِرُني عَن «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ»۲ في أيِّ شَيءٍ اُنزِلَت؟
قالَ الرِّضا عليه السلام : يا سُلَيمانُ ، لَيلَةُ القَدرِ يُقَدِّرُ اللّهُ عزّ و جلّ فيها ما يَكونُ مِنَ السَّنَةِ إلَى السَّنَةِ ؛ مِن حَياةٍ أو مَوتٍ أو خَيرٍ أو شَرٍّ أو رِزقٍ ، فَما قَدَّرَهُ مِن تِلكَ اللَّيلَةِ فَهُوَ مِنَ المَحتومِ .
قالَ سُلَيمانُ : الآنَ قَد فَهِمتُ - جُعِلتُ فِداكَ - فَزِدني .
قالَ عليه السلام : يا سُلَيمانُ ، إنَّ مِنَ الاُمورِ اُموراً مَوقوفَةً عِندَ اللَّهِ تَبارَكَ وتَعالى ؛ يُقَدِّمُ مِنها ما يَشاءُ ، ويُؤَخِّرُ ما يَشاءُ .۳
۳ / ۷
نَفيُ الجَبرِ وَالتَّفويضِ
أ - بُطلانُ الجَبرِ
۲۳۴. التوحيد عن أبي الصلت الهروي : سَألَ المَأمونُ يَوماً عَليَّ بنَ موسَى الرِّضا عليه السلام فَقالَ لَهُ : يابنَ رَسولِ اللَّهِ ، ما مَعنى قَولِ اللَّه عزّ و جلّ : «وَ لَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَأَمَنَ مَن فِى الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * وَ مَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ» ۴؟
فَقالَ الرِّضا عليه السلام : حَدَّثَني أبي موسَى بنُ جَعفَرٍ ، عَن أبيهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ ، عَن أبيهِ محمّد بنِ عَليٍّ ، عَن أبيهِ عَليِّ بنِ الحُسَينِ ، عَن أبيهِ الحُسَينِ بنِ عَليٍّ ، عَن أبيهِ عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهم السلام : أنَّ المُسلِمينَ قالوا لِرَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : لَو أكرَهتَ - يا رَسولَ اللَّهِ - مَن قَدَرتَ عَلَيهِ مِنَ النّاسِ عَلَى الإِسلامِ لَكَثُرَ عَدَدُنا وقَوينا عَلى عَدُوِّنا!
فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : «ما كُنتُ لِألقَى اللَّهَ عزّ و جلّ بِبِدعَةٍ لَم يُحدِث إلَيَّ فيها شَيئاً «وَ مَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ»۵» .
فَأنزَل اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالى : يا محمّد «وَ لَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَأَمَنَ مَن فِى الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا» عَلى سَبيلِ الإِلجاءِ والاِضطِرارِ فِي الدُّنيا كَما يُؤمِنونَ عِندَ المُعايَنَةِ ورُؤيَةِ البَأسِ فِي الآخِرَةِ ، ولَو فَعَلتُ ذلِكَ بِهِم لَم يَستَحِقُّوا مِنّي ثَواباً ولا مَدحاً ، لكِنّي اُريدُ مِنهُم أن يُؤمِنوا مُختارينَ غَيرَ مُضطَرّينَ ؛ ليَستَحِقّوا مِنّي الزُّلفى والكَرامَةَ ودَوامَ الخُلودِ في جَنَّةِ الخُلدِ «أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ» .
وأمّا قَولُهُ عزّ و جلّ : «وَ مَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ» فَلَيسَ ذلِكَ عَلى سَبيلِ تَحريمِ الإيمانِ عَلَيها ، ولكِن عَلى مَعنى أنَّها ما كانَت لِتُؤمِنَ إلّا بِإِذنِ اللَّهِ ، وإذنُهُ أمرُهُ لَها بِالإيمانِ ما كانَت مُكَلَّفَةً مُتَعَبِّدَةً ، وإلجاؤُهُ إيّاها إلَى الإيمانِ عِندَ زَوالِ التَّكليفِ والتَّعَبُّدِ عَنها .
فَقالَ المَأمونُ : فَرَّجتَ عَنّي يا أبا الحَسَنِ ، فَرَّجَ اللَّهُ عَنكَ! ۶
1.قرب الإسناد : ص ۳۷۷ ح ۱۳۳۲ عن البزنطي ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۷ ح ۵ .
2.القدر : ۱ .
3.التوحيد : ص ۴۴۴ ح ۱ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۱۸۲ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۹۶ ح ۲ .
4.يونس : ۹۹ و ۱۰۰ .
5.ص : ۸۶ .
6.التوحيد : ص ۳۴۲ ح ۱۱ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۱۳۵ ح ۳۳ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۳۹۴ ح ۳۰۲ ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۴۹ ح ۸۰ .