۷ . نَفيُ الحاجَةِ
۱۸۳. الإمام الرضا عليه السلام : لَم يَخلُقِ اللَّهُ العَرشَ لِحاجَةٍ بِهِ إِلَيهِ ؛ لِأنَّهُ غَنيٌّ عَنِ العَرشِ وعَن جَميعِ ما خَلَقَ .۱
۱۸۴. الإمام الرضا عليه السلام - حينَ سَأَلَهُ عِمرانُ الصّابِئُ عَنِ اللَّهِ جَلّ وعَلا هَل بِهِ حاجَةٌ إلى شَيءٍ؟ فَقالَ - : أمّا أوَّلُ ذلِكَ فَلَو كانَ خَلَقَ ما خَلَقَ لِحاجَةٍ مِنهُ ، لجازَ لِقائلٍ أن يَقولَ : يَتَحَوَّلُ إِلى ما خَلَقَ لِحاجَتِهِ إِلى ذلِكَ ، ولكِنَّهُ عزّ و جلّ لَم يَخلُق شَيئاً لِحاجَتِهِ .۲
۱۸۵. التوحيد عن الحسن بن محمّد النوفلي- في ذِكرِ مَجلِسِ الرِّضا عليه السلام مَعَ أصحابِ المَقالاتِ - : فَقالَ عِمرانُ الصّابِئُ : أخبِرني عَنِ الكائِنِ الأوَّلِ وعَمّا خَلَقَ؟
قالَ عليه السلام : سَألتَ فافهَم ، أمّا الواحِدُ : فَلَم يَزَل واحِداً كائِناً لا شَيءَ مَعَهُ بِلا حُدودٍ ولا أعراضٍ ، ولا يَزالُ كَذلِكَ ، ثُمَّ خَلَقَ خَلقاً مُبتَدِعاً مُختَلِفاً بِأعراضٍ وحُدودٍ مُختَلِفَةٍ ؛ لا في شَيءٍ أقامَهُ ، ولا في شَيءٍ حَدَّهُ ، ولا عَلى شيءٍ حَذاهُ ولا مَثَّلَهُ لَهُ ، فَجَعَلَ مِن بَعدِ ذلِكَ الخَلقِ صَفوَةً وغَيرَ صَفوَةٍ ، وَاختِلافاً وَائتِلافاً ، وألواناً وذَوقاً وطَعماً ؛ لا لِحاجَةٍ كانَت مِنُه إِلى ذلِكَ ، ولا لِفَضلِ مَنزِلَةٍ لَم يَبلُغها إِلّا بِهِ ، ولا رَأى لِنَفسِهِ فيما خَلَقَ زيادَةً ولا نُقصاناً ، تَعقِلُ هذا يا عِمرانُ؟
قالَ : نَعَم - واللَّهِ - يا سَيِّدي .
قالَ عليه السلام : واعلَم - يا عِمرانُ - أنَّهُ لَو كانَ خَلَقَ ما خَلَقَ لِحاجَةٍ لَم يَخلُق إِلاّ مَن يَستَعينُ بِه عَلى حاجَتِهِ ، ولَكانَ يَنبَغي أن يَخلُقَ أضعافَ ما خَلَقَ ؛ لِأنَّ الأَعوانَ كُلَّما كَثُروا كانَ صاحِبُهُم أقوى ، وَالحاجَةُ - يا عِمرانُ - لا يَسَعُها ؛ لِأنَّهُ لَم يُحدِث مِنَ الخَلقِ شَيئاً إلّا حَدَثَت فيهِ حاجَةٌ أُخرى .
ولذلِكَ أقولُ : لَم يَخلُقِ الخَلقَ لِحاجَةٍ ، ولكِن نَقَلَ بِالخَلقِ الحَوائِجَ بَعضِهِم إِلى بَعضٍ ، وفَضَّلَ بَعضَهُم عَلى بَعضٍ ؛ بِلا حاجَةٍ مِنهُ إِلى مَن فَضَّلَ ، ولا نِقمَةٍ مِنهُ عَلى مَن أذَلَّ ؛ فَلِهذا خَلَقَ .۳
1.التوحيد : ص۳۲۰ ح۲ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج۱ ص۱۳۵ ح۳۳ ، الاحتجاج : ج۲ ص۳۹۳ ح۳۰۲ كلّها عن أبي الصلت الهروي ، بحار الأنوار : ج۱۰ ص۳۱۸ ح۱۴ .
2.التوحيد : ص۴۳۹ ح۱ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج۱ ص۱۷۷ ح۱ ، الاحتجاج : ج۲ ص۴۲۱ ح۳۰۷ كلّها عن الحسن بن محمّد النوفلي ، بحار الأنوار : ج۱۰ ص۳۱۷ ح۱ .
3.التوحيد : ص۴۳۰ ح۱ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج۱ ص۱۶۹ ح۱ ، الاحتجاج : ج۲ ص۴۱۹ ح۳۰۷ وليس فيه ذيله من «والحاجة» إلى آخره ، بحار الأنوار : ج۱۰ ص۳۱۰ ح۱ .