إيقاظُ الوَسْنان
بالملاحظات على (فتح المنّان في مقدّمة لسان الميزان)
السيّد محمد رضا الحسيني الجلالي
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّد رسله وخاتم أنبيائه محمّد الصادق الأمين، وعلى الأئمّة المعصومين من آله الطيّبين الطاهرين.
وبعدُ، فإنّ علم الجرح والتعديل من المعارف الإسلاميّة المهمّة التي يبتني عليها المهمّ من أمر إحراز السنّة الشريفة، والاستيثاق منها، والتأكُّد من سلامة طرقها ووسائل إثباتها، وهي الأسانيد الحاوية لأسماء الرواة.
وقد بذل علماء الاُمّة الإسلاميّة المجيدة قُصارى جهودهم في تحقيق هذا العلم. فحدّدوا معالمه، ونقّحوا مسائله، وألّفوها في كُتبٍ جامعة.
ومن أشهر مؤلّفات «الجرح» هو كتاب «لسان الميزان» الذي ألّفه الحافظ، شيخ الإسلام، ابن حَجَر العسقلاني (ت ۸۵۲) مُعقّباً ما أورده الذهبيّ التركماني (ت ۷۴۸) في كتابه «ميزان الاعتدال».
وبما أنّ الذهبي معروف بحنبليّته، فلذلك قد أبدى في كتابه كثيراً من التعصُّب، وخلّط في كثير من المواضع، وبالأخصّ عندما يتورّط بعلومٍ ـ غير التاريخ ـ ممّا لا عَهْدَ له بها، ولم تكن له فيها يدٌ أو باع أو شأن، كالكلام والفقه والعلوم العقلية، وحتّى فقه الحديث ومتن الحديث، وعلوم اللغة