التمهيد
من العلماء الشيعة المتفنّنين في العلوم : كمال الدين عبد الرحمن بن محمّد بن إبراهيم بن محمّد يوسف ابن العتائقي الحلّي، فقد برع في العلوم، و امتاز من أقرانه بزيادة الفضل و النباهة و التبحّر في الفنون . و ممّا يؤسف له أنّه لم تورّخ جزئيّات حياته العلميّة و نشأته الفكريّة، و الذي تكلّم عن أحواله إنّما ذكر مطالب استُخرجت من آثاره الباقية حتّى الآن؛ وهي آثار كثيرة يمكننا أن نطّلع من خلالها على بعض أفكاره و أحواله.
و الذي يظهر من هذه الآثار أنّه اشتغل طوال حياته بالعلم؛ إمّا تحصيلاً، و إمّا تدريساً، و إمّا تأليفاً. و يظهر منها أنّه كان متبحّراً في التفسير و الحديث و الفقه و الحكمة و الكلام و المنطق و الأدب و النجوم و الطبّ، و له في كلّ من هذه العلوم آثار قيّمة، إلّا أنّ آثاره في الأدب و الطبّ و النجوم كانت أكبر.
ولادته
لم نعثر على تأريخ ولادته إلّا ما قاله كحّالة في معجم المؤلّفين بأنّه ولد في عام (۶۹۹ه) ۱ في مدينة الحلّة في «العتائق» من قراها، على ما قاله صاحب الأعلام،۲ وفي القاموس المحيط: «العتائق: قرية بنهر عيسى، وقرية بشرقي الحلّة المزيديّة». ۳
حياته العلميّة
قلنا تمهيداً بأنّه لم يؤرّخ جزئيّات حياته العلميّة أحد من المؤرّخين أو كتّاب السير، إلّا أنّا نعلم أنّه قد أدرك العلّامة الحلّي رحمه اللَّه عليه (ت ۷۲۶ه) الذي تلمّذ عند الخواجه نصير