211
مختصر تفسير القمّي

كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى‏ وَكَلِمَةُ اللّهِ هِىَ الْعُلْيَا» ۱ [: قول رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله ۲ «وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ»».] ۳
[ ۴۱ ] قوله: «انفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً» قال: «شباباً وشيوخاً». ۴
[ ۴۲ ] قوله: «لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً» نزلت في غزاة تبوك، وكان سبب ذلك أنّ الصيّافة ۵ كانوا يقدمون المدينة من الشام ومعهم الدرنوك ۶ والطعام، و هم الأنباط ۷ ، فأشاعوا بالمدينة: أنّ الروم قد اجتمعوا يريدون غزو رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله في عسكر عظيم، وأنّ هرقل قد سار في جنوده، وجلب معه غسان وجذام وبهراء وعاملة، وقد قدم عساكره البلقاء ۸ ، ونزل هو حمص.
فلمّا سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله ذلك أمر أصحابه بالتهيؤ إلى تبوك، وهي من بلاد البلقاء، وكان في وقت شديد الحرّ، وبعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله إلى القبائل حوله، وإلى مكّة، فحثّهم على الجهاد، وأمر بعسكره فضرب ۹ في ثنية الوداع ۱۰ ، وأمر أهل الجدة أن يعينوا من لا قوّة به، وخرج عبد اللَّه بن اُبي بمن كان معه من المنافقين، فضرب بحذاء رسول اللَّه.
ولقي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله الجدّ بن قيس، فقال له: «يا أبا وهب، ألا تنفر معنا في هذه الغزاة،

1.ما بين المعقوفتين من الأصل.

2.رواه البحراني في البرهان، ج ۲، ص ۷۸۴، عن تفسير القمّي. وروى مثله العيّاشي في تفسيره، ج ۲، ص ۸۸، ذيل الحديث ۵۸ . والرواية في تفسير القمّي بتفصيل أكثر، فراجع.

3.في هامش «ص» هنا ما يلي: «فسر عليه السلام كَلِمَةُ اللّهِ هِىَ الْعُلْيَا بقول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله، فكان الكَلِمَة السفلى - التي هي موجبة للكفر - التي خطرت في نفس أبي بكر: «الآن صدّقت انك ساحر» فأجابه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله بالظاهر: «أنت الصديق».

4.رواه البحراني في البرهان، ج ۲، ص ۷۸۵، عن تفسير القمّي.

5.في «ب» و «ج»: «البطارقة». والصيّافة: هم الذين يمترون في الصيف.

6.الدرنوك: ضرب من البسط ذو خمل. الصحاح، ج ۴، ص ۱۵۸۳ (درنك).

7.النبط: قوم ينزلون بالبطائح بين العراقين، والجمع: أنباط.

8.البلقاء: كورة من أعمال دمشق، بين الشام ووادي القرى. معجم البلدان، ج ۱، ص ۴۸۹.

9.أي ضرب خيمته.

10.ثنيّة الوداع: اسم موضع مشرف على المدينة. معجم البلدان، ج ۲، ص ۸۶.


مختصر تفسير القمّي
210

حيث لا يشعرون». ۱
أقول: فكلّ من كان يضلّهم من المذاهب الزائفة، فهو مثلهم.
[ ۳۴ ] وقوله: «الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ»...الآية، عنى بذلك ما جاوز ألفي درهم. ۲
[ ۳۶ - ۳۷ ] قوله: «مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ»...الآية، حرّم اللَّه فيها القتال، فكان الناس يحرّمونها ولا يقتلون فيها أحداً إلّا قوماً من طيّ وخثعم؛ فإنّهم كانوا يحلّونها ويغيرون فيها، وكان الملتمس ۳ الكناني - واسمه: اُميّة بن عوف ۴ - يقف في الموسم، فيقول: قد أحللت دماء المحلّين ۵ من طيّ وخثعم في شهر ۶ اللَّه الحرام وأنسأته، وحرّمت بدله صفراً. فإذا كان العام المقبل يقول: قد أحللت صفراً وأنسأته وحرّمت شهر المحرّم ۷ بدله. فأنزل اللَّه: «إِنَّمَا النَّسِى‏ءُ زِيَادَةٌ فِى الْكُفْرِ»...الآية. ۸
[ ۴۰ ] قوله: «إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِىَ اثْنَيْنِ»...الآية، روي: «أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله لمّا كان في الغار، قال لأبي بكر: كأنّي أنظر إلى سفينة جعفر وأصحابه تعوم في البحر، وأنظر إلى الأنصار محتبين ۹ في أفنيتهم.
فقال أبو بكر:[ وتراهم، يا رسول اللَّه؟
قال: نعم.
قال:] فأرنيهم. فمسح بيده على عينيه، فنظر إليهم ۱۰ ، فقال [في نفسه‏] ۱۱ : الآن صدّقت أنّك تراهم ۱۲ [فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «أنت الصدّيق» ] ۱۳ ، وهو قوله: «وَجَعَلَ

1.ما بين المعقوفتين من الأصل.

2.رواه البحراني في البرهان، ج ۲، ص ۷۶۹، عن تفسير القمّي. وروى معناه الكليني في الكافي، ج ۱، ص ۴۳، ح ۱؛ والمحاسن، ص ۲۴۶، ح ۲۴۵.

3.روى نحوه في تفسير العيّاشي، ج ۲، ص ۸۷، ح ۵۳.

4.في فتح القدير، ج ۲، ص ۳۶۰: «أبا ثمامة».

5.في الكافي، ج ۸، ص ۷۱: «جنادة بن عوف».

6.في «أ»: «الملحدين».

7.في «ب»: «أشهر».

8.في «ب»: «شهر اللَّه الحرام».

9.التوبة (۹): ۳۷.

10.في «ب» و «ج»: «مجتمعين».

11.إلى هنا رواه البحراني في البرهان، ج ۲، ص ۷۷۹، عن تفسير القمّي.

12.في هامش «ط»: «أنّك ساحر».

  • نام منبع :
    مختصر تفسير القمّي
تعداد بازدید : 82035
صفحه از 611
پرینت  ارسال به