وحمزة والعبّاس وشيبة، فإنّهم فخروا بالسقاية والحجابة [وعمارة المسجد الحرام ]فأنزل اللَّه الآية». ۱
وذلك أنّهم اختصموا، فقال شيبة لعليّ: أنا أفضل، لأنّ حجابة البيت بيدي وعمارته. وقال العبّاس: أنا أفضل، لأنّ سقاية الحاجّ بيدي. فقال عليّ عليه السلام: «أنا أفضل، لأنّي آمنت باللَّه قبلكما وهاجرت وجاهدت. فقالوا: نرضى برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله [حكماً ]فصاروا إليه وأخبروه بذلك [فنزلت] الآية».
[ ۲۰ ] ثمّ وصفه فقال: «الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَهَدُوا»... الآية، نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام، ولفظها عامّ ومعناها خاصّ.
كقوله : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّى وعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ» ۲ نزلت في حاطب بن أبي بلتعة.
ومثله: «الذينَ قَال لَهُمُ النَّاسُ إنّ النَّاس»...الآية ۳ .
ومثله في قصّة أبي لبابة: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَتَخُونُوا اللّهَ وَالرَّسُولَ»...الآية ۴ .
[ ۳۰ ] قوله: «وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ»...الآية، روي عن رسول اللَّه، قال: «اشتدّ غضب اللَّه على اليهود حيث قالوا: عزير ابن اللَّه، واشتدّ غضب اللَّه على النصارى حيث قالوا: المسيح ابن اللَّه، واشتدّ غضب اللَّه على من أراق دمي وآذاني في عترتي». ۵
[ ۳۱ ] قوله: «اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِن دُونِ اللّهِ»، قال الصادق عليه السلام ۶ : «واللّه ما صاموا ۷ ولا صلّوا، ولكن حلّوا لهم حلالاً وحرّموا حراماً فدانوا به، وعبدوهم ۸ من
1.الممتحنة (۶۰): ۱ - ۱۰.
2.رواه البحراني في البرهان، ج ۲، ص ۷۴۸، عن تفسير القمّي.
3.فإنّ المراد بالناس: نعيم بن مسعود، راجع تفسير الآية ۱۷۳ من سورة آل عمران.
4.الأنفال (۸): ۲۷.
5.روى معناه في تفسير العيّاشي، ج ۲، ص ۸۶، ح ۴۳؛ والأمالي للشيخ الصدوق، ص ۲۲۳؛ وشرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي، ج ۲، ص ۴۸۱.
6.في «ب» و «ج»: «عن الصادق عليه السلام قال».
7.في «ب» زيادة: «لهم».
8.في «ب» و «ج»: «فعبدوهم».