بذمّتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، ولا تنكح المرأة على عمّتها ولا على خالتها، واتّقوا اللَّه الذي أنتم به مؤمنون» ثمّ نزل. ۱
أقول: اليوم، المعمول عند الإمامية: أنهّما ينكحان بإذن العمّة والخالة.
وقعد للبيعة، فأقبل الرجال يبايعونه حتّى زالت الشمس، فصعد بلال الكعبة وأذّن، فلمّا قال: أشهد أن لا اله إلّا اللَّه، لم يبق صنم في مكّة إلّا سقط لوجهه، وكان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله لمّا طاف بالبيت كان حول الكعبة ثلاث مائة وستون صنماً، بعضها مرصوصة بالرصاص، فلمّا طاف بالبيت كان يشير إلى صنم صنم فيقع لوجهه، وكان هبل على الكعبة، وكان أعظم أصنامهم، فقال لعليّ: «اصعد الكعبة وارم به» فصعد ورمى به إلى الأرض.
وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «اللّهم اهد قومي فإنّهم لا يعلمون».
فلمّا صلّى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله الظهر والعصر قعد لبيعة النساء، فجاءت اُمّ لحكيم بنت الحرث بن هشام، وكانت امرأة عاقلة، فقالت: بأبي أنت واُمّي يا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، زوجي عكرمة آمنه، قال: «قد أمنته».
ودعا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله بقدح من ماء، فأدخل يده فيه ثمّ قال للنساء: «ادخلن أيديكنّ في الماء؛ فإنّي لا أصافح النساء»، فنزلت عليه هذه الآية: «يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ»...الآية ۲ ، فقالت اُمّ حكيم: يا رسول اللَّه، ما ذلك المعروف الذي أمرنا اللَّه أن لا نعصيك فيه؟
فقال: «لا تخمشن وجهاً، ولا تلطمن خدّاً، ولا تنتفن شعراً، ولا تخرقن جيباً، ولا تسوّدن ثوباً، ولا تدعونّ بويل،ولا تقمن عند قبر».
وكانت هند بنت عتبة حضرت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، وكان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله قد أمر بقتلها، فلمّا سمعت قول رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلاَدَهُنَّ»، قالت: أمّا الأولاد فقد ربّيناهم صغاراً وقتلتهم كباراً.
فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «أنت هند؟»
1.روي معناه في بحار الأنوار للعلّامة المجلسي، ج ۲۱، ص ۱۳۲.
2.وتمام الآية: «يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لاَ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلاَدَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ». الممتحنة (۶۰): ۱۲.