قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته الزهراء: «واللَّه لقد عهد إلىَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله غير مرّة ولا ثنتين ۱ ولا ثلاث ولا أربع، فقال: «يا علي! إنّك ستقاتل بعدي الناكثين والمارقين والقاسطين»، فقاتلتهم، ولا يسعني إلّا قتالهم؛ لأنّهم كفروا بما جاء به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، أفاُضيّع ما أمرني به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، وأكفر ۲ بعد إسلامي؟.
وعن أبي عبد اللَّه عليه السلام، قال: «سأل رجل أبي عن حروب أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: بعث اللَّه محمّداً بخمسة أسياف، ثلاثة منها شاهرة لا تغمد إلى أن تضع الحرب أوزارها، ولن تضع الحرب أوزارها حتّى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت الشمس من مغربها آمن الناس كلّهم في ذلك اليوم، فيومئذ «لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَانِهَا خَيْراً» ۳، وسيف منها ملفوف، وسيف منها مغمود، سلّه إلى غيرنا وحكمه إلينا.
فأمّا السيوف الثلاثة الشاهرة: فسيفٌ على مشركي العرب، قال اللَّه تعالى: «اقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا» ۴، يعني: آمنوا «فَإِخْوَانُكُمْ فِى الدِّينِ» ۵، فهؤلاء لا يقبل منهم إلّا القتل أو الدخول في الإسلام، وأموالهم وذراريهم سبي على ما سبى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، فإنّه سبى وعفا وقبل الفداء صلى اللَّه عليه وآله.
والسيف الثاني: على أهل الذمّة، قال اللَّه جلّ ثناؤه: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً» ۶نزلت في أهل الذمّة فنسخها قوله: «قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَيُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَيُحَرِّمُونَ مَاحَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ» ۷، فمن كان منهم في دار الإسلام فلن يقبل منهم إلّا الجزية أو القتل وما لهم وذراريهم سبي؛ فإذا قبلوا الجزية حرم علينا سبيهم وأموالهم وحلّت مناكحتهم، ولا يقبل منها إلّا الجزية أو القتل.
والسيف الثالث: على مشركي العجم، يعني: الترك والديلم والخزر، قال اللَّه جلّ