««« مطالعه کتاب »»»
نام منبع : مختصر تفسير القمّي
پدید آورنده :
سایر پدیدآورندگان :
تعداد جلد : 1
ناشر : سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
محل نشر : قم
تاریخ انتشار : 1390
نوبت چاپ : اول

تصدير

 إنّ القرآن الكريم هو المعجزة الكبرى ، والمصدر التشريعيّ الأوّل ، و نور و برهان و موعظة من عند اللَّه ؛ و قد أجمعت العلماء على أنّ فيه ناسخاً و منسوخاً ، و محكماً و متشابهاً ، و مطلقاً و مقيّداً ، فلابدّ لهذا الكتاب من المفسّرين المتبحّرين المتفنّنين في العلوم المحتاجة إليها في التفسير ؛ ولايخفى أن المفسّرين أيضاً قد يعجز عن فهم بعض الآيات لاسيّما موارد الناسخ والمنسوخ أو المحكم والمتشابه و نحوها من الموارد التي لايمكن معرفتها إلّا بالرجوع إلى اُولي الأمر والراسخين في العلم وهم أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام ؛ فعلى هذا قالوا عليهم السلام عليهم السلام «نحن خزّان علم اللَّه ، وتراجمة وحي اللَّه» [الكافي ۱ : ۱۹۲ ح ۳] .

 و لقد تصدّى بعض المحدّثين والعلماء منذ حياة الأئمّة المعصومين عليهم السلام إلى زماننا الحاضر لتدوين الروايات التفسيريّة عنهم عليهم السلام، بعضها في حدّ رسالة شاملة لأحاديث معدودة أو ناظرة لآية معيّنة من القرآن الكريم ، و بعضها ضخم صنّف مستقلّاً في المراد على ترتيب السور والآيات في المصحف الشريف ، و من أظهر كواكب هذا السماء : التفسير المنسوب للإمام العسكري عليه السلام ، و تفسير أبي حمزة الثمالي ، و تفسير فرات الكوفي ، و تفسير العيّاشي ، و تفسير القمّي .

 و لايخفى على أهل التحقيق أهمّيّة كتاب تفسير القمّي و اعتباره ، و فضيلة مؤلّفه عليّ بن إبراهيم بن هاشم القمّي ، و هو من أعلام القرن الثالث والرابع وأجلّ رواة الأصحاب في عصر الإمام العسكري عليه السلام ، و قد أكثر الكليني رحمه اللَّه عليه عنه الرواية في الكافي و أيضاً عن أبيه إبراهيم بن هاشم الثقة . وطُبع هذا التفسير مراراً ، و مكانته عند الأصحاب كالشمس في رابعة النهار .

 

 وما بين يدي القارئ هو مختصر تفسير القمّي صناعة أحد أعلام القرن الثامن من الهجرة ، المتفنّن في العلوم والفنون المختلفة ، صاحب الرأي في الحكمة والكلام والفقه والتفسير والطبّ والرياضي وغيرها ، و يعدّ من تلامذة العلّامة الحلّي رحمه اللَّه عليه والخواجة نصير الدين الطوسي رحمه اللَّه عليه ، قد بلغت مصنّفاته إلى أكثر من ۳۵ مورداً ، و هو كمال الدين عبد الرحمن بن محمّد بن إبراهيم بن محمّد يوسف ابن العتائقيّ الحلّي (كان حيّاً في سنة ۷۸۶ ه) .

 و ما اكتفى المصنّف رحمه اللَّه عليه فيه على التلخيص فقط ، بل أمعن النظر فيه و جاء بإفادات ثمينة مفيدة تجد فيها دقّة و تأمّلاً جيّداً و نقداً مثمراً على نحو «أقول ...» .

 وفي الختام نشكر جزيلاً سماحة الأخ المحقّق الفاضل الشيخ محمّد جواد الحسينيّ الجلالي الذي تصدّى لتحقيق هذا الأثر الفخيم بمنهجه القويم ، كما نشكر أيضاً إخواننا المحقّقين الذين ساعدونا في إخراج هذا الأثر القيّم ، ملتمسين لهم جميعاً من اللَّه تعالى مزيد التوفيق لما يحبّ ويرضى .